المركز العربي للمناخ
Image default
دراسات وأبحاث

دراسة تؤكد تباطؤ سرعة التيار الناقل المحيطي العالمي , مما قد يسبب نشوء عواصف كارثية على الكوكب

المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

يلعب الحزام الناقل المحيطي العالمي , دورًا حيويًا في إعادة توزيع الحرارة في غلافنا الجوي ، مؤخرا ظهرت نتائج تؤكد ان الحزام الناقل المحيطي العالمي يتحرك الآن بشكل بطيء أكثر مما كان عليه منذ 1600 عام على الأقل. هذا ما وصلت اليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة علوم الارض الطبيعية Nature Geoscience من خلال بعض الخبراء الرائدين في العالم في هذا المجال.

يعتقد العلماء أن جزءًا من هذا التباطؤ يرتبط ارتباطًا مباشرًا بموضوع ذوبان الجليد في جرينلاند , وتجدر الاشارة هنا الى ان دراسة اخرى نشرت من قبل جامعة يابانية اكدت على ان ذوبان اجزاء من جليد القطب الشمالي مرتبط بالنشاط البركاني في باطن الأرض , يمكنك الاطلاع على الدراسة من خلال الضغط هنا , 

يمكن رؤية تأثير هذا التباطؤ من خلال العواصف القوية التي نشأت مؤخراً وموجات الحر والبرد وارتفاع مستوى سطح البحر في بعض المناطق. والذي ادى الى ما يعرف ب فوضى في أنماط المناخ العالمي.

يعتبر تيار الخليج الناقل على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة جزءًا لا يتجزأ من هذا النظام ، والذي يُعرف باسم تيار الانقلاب الدوراني الأطلسي ، أو AMOC. اشتهر هذا التيار من خلال ذكره في فيلم عام 2004 “The Day After Tomorrow” ، وركزت احداث هذا الفيلم على ان توقف تيار المحيط فجأة ، تسبب في حدوث عواصف قاتلة هائلة حول العالم ، مثل إعصار شديد الشحنة في لوس أنجلوس وجدار من المياه الذي اصطدم في مدينة نيويورك.

كما هو الحال في العديد من أفلام الخيال العلمي ، فإن الحبكة السينيمائية ومرجعيتها مبنية على مفهوم حقيقي علمي ولكن مع اضافات درامية . لحسن الحظ ، لا يُتوقع حدوث توقف مفاجئ للحزام الناقل المحيطي العالمي في أي وقت قريب حتى لو توقف التيار في نهاية المطاف – وهذا موضع غير مؤكد في المجتمع العلمي- فلن تكون النتيجة عواصف هائلة كما ظهرت في الفيلم مباشرةً ، ولكن قد يكون التأثير تدريجي وعلى مدى سنوات وعقود و من المؤكد أن التأثيرات ستكون مدمرة لكوكبنا.

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الدورة العامة للتيار المحيطي الناقل قد تباطئت بنسبة 15٪ على الأقل منذ عام 1950. ويقول العلماء في الدراسة الجديدة إن ضعف الحزام الناقل المحيطي العالمي “غير مسبوق حديثاً”.

نظرًا لأن كل شيء متصل ببعضه البعض ويؤثر على بعضه البعض في كوكبنا ، فإن التباطؤ في الحزام الناقل المحيطي العالمي يؤثر بالفعل على أنظمة الغلاف الجوي ، وبحلول نهاية هذا القرن ، تشير التقديرات إلى أن الدورة العامة للحزام الناقل المحيطي العالمي قد تتباطئ بنسبة 34٪ إلى 45٪ . يخشى العلماء أن هذا النوع من التباطؤ  قد يؤدي الى تغييرات كبيرة في الطقس والمناخ قد لا يحمد عقباها .

أهمية الحزام الناقل المحيطي العالمي

نظرًا لأن المناطق التي تقع ضمن خط الاستواء تتلقى الكثير من اشعة الشمس المباشرة, أكثر من القطبين الباردين الشمالي والجنوبي ، فإن الحرارة تتراكم في المناطق الاستوائية. وعند محاولة كوكبنا الوصول إلى التوازن من خلال اختلال الضغوط الجوية ، ترسل الأرض هذه الحرارة شمالًا وجنوبا من المناطق المدارية صوب القطبين . وهذا ما يتسبب في هبوب الرياح العالمية وتكوين العواصف عند تصادم الهواء البارد مع الهواء الدافئ .

يقوم الغلاف الجوي بتوزيع غالبية هذه الحرارة . لكن ما يتبقى منها تمتصه المياه وتنقله ببطؤ بواسطة المحيطات من خلال الحزام الناقل المحيطي العالمي – وهو نظام عالمي من التيارات المائية يربط محيطات العالم ، ويتحرك في جميع الاتجاهات المختلفة أفقيًا ورأسيًا.

من خلال سنوات من البحث العلمي ، أصبح من الواضح أن الجزء الأطلسي من الحزام الناقل – AMOC – هو المحرك الذي الرئيسي للحزام الناقل المحيطي العالمي . بحيث انه يحرك المياه بمعدل تدفق يعادل 100 ضعف نسبة الى تدفق نهر الأمازون.

الية العمل : يتم نقل شريط ضيق من المياه الدافئة المالحة من المناطق الاستوائية مروراً بسواحل فلوريدا ، يسمى Gulf Stream بالقرب من السطح إلى شمال المحيط الأطلسي. عندما يصل إلى منطقة جرينلاند ، يبرد هذا التيار الدافئ  ليصبح أكثر كثافة وأثقل من المياه المحيطة ، وعند هذه النقطة يغرق هذا التيار الى الاعماق . ثم يتم نقل هذا الماء البارد جنوبًا في تيارات المياه العميقة.

من خلال دراسة رواسب المحيط ، والتي تسمح للعلماء بإعادة بناء تصور عن الماضي الذي يعود إلى ملايين السنين ، يعرف العلماء أن هذا التيار لديه القدرة على التباطؤ والتوقف ، وعندما يحدث ذلك ، يمكن أن يتغير المناخ في نصف الكرة الشمالي بسرعة.

إحدى الآليات المؤثرة بشكل رئيسي والتي تعمل كمتحكم في التيار المحيطي الاطلسي ، هي ذوبان الجليد وتدفق المياه العذبة إلى شمال المحيط الأطلسي. ذلك لأن المياه العذبة أقل ملوحة ، وبالتالي فهي أقل كثافة من مياه البحر ، ولا تغرق بسهولة نحو الاعماق. يعني وجود الكثير من المياه العذبة أن الحزام الناقل يفقد الجزء الغارق من محركه وبالتالي يفقد زخمه.

هذا ما يعتقد العلماء أنه يحدث الآن عندما يذوب الجليد في القطب الشمالي ، في أماكن مثل جرينلاند ، بفعل الاحتباس الحراري المزعوم , والتي اظهرت دراسة ان اهم اسباب ذوبان الجليد فيها هو النشاط البركاني الارضي وليس الاحتباس الحراري, يمكنك الاطلاع على الدراسة من خلال الضغط هنا .

ويذكر ان الأرض مؤخرا بدأت تبرد بشكل ملحوظ للمزيد يمكنكم زيارة المقال الخاص بذلك من خلال الرابط التالي : https://vb.arab4climate.com/RM4Xw

والله اعلى واعلم

المهندس احمد العربيد

مصدر الدراسة : اضغط هنا

 

 

counter create hit