ما هي القبة الحرارية ؟

المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد

القبة الحرارية هي ظاهرة مناخية تحدث عندما تتسبب منطقة من الضغط الجوي العالي في احتباس الهواء الحار في منطقة معينة، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة على مدار عدة أيام أو حتى أسابيع. فيما يلي شرح مفصل لهذه الظاهرة:

1. التكون والتشكل:
   • الضغط العالي: تتكون القبة الحرارية عندما يتشكل نظام ضغط جوي عالي في الغلاف الجوي العلوي. هذا الضغط العالي يعمل كغطاء أو “قبة” تمنع الهواء البارد من الدخول إلى المنطقة وتحتجز الهواء الساخن.
   • الهواء المحبوس: مع ارتفاع الضغط، يتسبب ذلك في دفع الهواء للأسفل، مما يؤدي إلى ضغطه وتسخينه أكثر. هذا يخلق طبقة من الهواء الساخن المحبوس بالقرب من سطح الأرض.
2. الأثر على الطقس:
   • ارتفاع درجات الحرارة: درجات الحرارة ترتفع بشكل كبير وقد تصل إلى مستويات خطيرة، مما يسبب موجات حر شديدة.
   • الهواء الراكد: الهواء الراكد الناتج عن القبة الحرارية يؤدي إلى قلة حركة الرياح، مما يمنع تبريد المنطقة ويزيد من تركيز الملوثات في الهواء.
3. التأثيرات البيئية والصحية:
   • تدهور جودة الهواء: بسبب احتباس الملوثات، يمكن أن تتدهور جودة الهواء بشكل كبير، مما يسبب مشاكل صحية خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية.
   • الضغط على الأنظمة الكهربائية: زيادة استخدام أجهزة التكييف يؤدي إلى زيادة الضغط على شبكات الكهرباء، مما قد يتسبب في انقطاعات في التيار الكهربائي.
   • التأثير على الزراعة: الحرارة الشديدة يمكن أن تؤدي إلى جفاف المحاصيل ونقص المياه، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
4. الأمثلة والتاريخ:
   • أمثلة تاريخية: القباب الحرارية معروفة بتسببها في موجات حر شديدة حول العالم. من الأمثلة البارزة موجة الحر التي ضربت الولايات المتحدة في صيف 2021، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في بعض المناطق.

5. الوقاية والتخفيف:

   • توفير الملاجئ الباردة: الحكومات والمؤسسات يمكن أن توفر ملاجئ باردة لتقديم الراحة للسكان.
   • نصائح الصحة العامة: توجيه الجمهور للبقاء في منازلهم، شرب الكثير من المياه، وتجنب النشاط البدني في الهواء الطلق خلال ساعات الذروة الحرارية.
   • التخطيط العمراني: تشجيع زراعة الأشجار وإنشاء مساحات خضراء في المدن للمساعدة في تخفيف تأثيرات الحرارة.
     

     كيفية تشكل القبة الحرارية

     1. نظام الضغط العالي:
        • عندما يتشكل نظام ضغط جوي عالي في الغلاف الجوي العلوي، يصبح الهواء أكثر كثافة ويندفع نحو الأرض. هذا الضغط العالي يعمل كحاجز يمنع الهواء البارد من الدخول إلى المنطقة.
        • الهواء تحت هذا الضغط العالي يسخن عند هبوطه، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة عند السطح.
     2. دورة الحرارة:
        • خلال النهار، تسخن الشمس سطح الأرض، مما يزيد من درجة حرارة الهواء المحبوس تحت القبة. في الليل، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة بشكل طفيف، لكن القبة الحرارية تمنع التبريد الكامل.
        • تتكرر هذه الدورة يومياً، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في درجات الحرارة على مدار الأيام.

1. • التأثيرات البيئية والصحية

     1. الصحة العامة:
        • ضربة الشمس: ارتفاع درجات الحرارة يزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والأطفال وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
        • الأمراض التنفسية: تراكم الملوثات في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات الربو والأمراض التنفسية الأخرى.
     2. البيئة:
        • الحرائق البرية: الظروف الجافة والساخنة تزيد من خطر اندلاع الحرائق البرية وانتشارها.
        • الجفاف: زيادة درجات الحرارة قد تؤدي إلى تبخر الماء بسرعة أكبر، مما يسبب جفاف التربة ونقص المياه في المصادر الطبيعية مثل الأنهار والبحيرات.
     3. الاقتصاد والزراعة:
        • المحاصيل الزراعية: الحرارة الشديدة قد تؤدي إلى تلف المحاصيل أو تقليل إنتاجيتها بسبب الجفاف ونقص المياه.
        • الطاقة: زيادة الطلب على الكهرباء لتشغيل أنظمة التبريد يمكن أن يسبب ضغطاً على شبكات الطاقة، مما قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي أو زيادة التكاليف.

     أمثلة على القباب الحرارية

     1. الولايات المتحدة (2021):
        • شهدت مناطق شمال غرب الولايات المتحدة موجة حر شديدة بسبب قبة حرارية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أرقام قياسية تجاوزت 46 درجة مئوية (115 فهرنهايت) في بعض المناطق.
     2. أوروبا (2003):
        • تعرضت أوروبا لموجة حر شديدة في صيف 2003، والتي كانت نتيجة لقبة حرارية. تسببت هذه الموجة في وفاة الآلاف، خاصة في فرنسا، وخلقت أزمات صحية وزراعية.

     طرق التخفيف والتكيف

     1. التخطيط العمراني:
        • زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار يمكن أن يساعد في تبريد المدن والتخفيف من تأثيرات الحرارة.
        • تصميم المباني بحيث تكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة ويمكن أن تحافظ على البرودة.
     2. التدابير الوقائية:
        • توعية السكان حول كيفية الحفاظ على برودة أجسامهم والبقاء في الأماكن الباردة.
        • توفير مراكز تبريد عامة للسكان، خاصة للفئات الأكثر عرضة.
     3. السياسات الحكومية:
        • تنفيذ سياسات للحفاظ على جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الضارة.
        • وضع خطط طوارئ للتعامل مع موجات الحر وضمان توافر المياه والطاقة بشكل كافٍ.